الخميس 05 ديسمبر 2024

الكاتبه ايمي رجب

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز


أروح فين ولمين .. نفسي أروح ل وليد بس برضه أنا لسا خاېفة منه . أيوة خاېفة.. مش قادرة أنسى تصرفاته هو ومامته التصرفات اللي شفتها بعيني.. وماحدش قالي عليها .. وعلى الرغم من خۏفي . لقيت نفسي تلقائي رايحة له. كان لازم أروح ل وليد عشان أفهم باقي الحكاية. ف كلام كتير جوايا لازم اقوله عليه.. كفاية بقا سكوت وخوف كفاية .

وصلت عند باب الشقة وفضلت واقفة مكاني مترددة اخبط ولا امشي . افتكرت إني معايا المفتاح ف شنطتي شنطتي اللي الحمد لله إني أخدتها وأنا نازلة .. طلعت المفتاح وفتحت الشقة براحة شكلهم مش موجودين . وبعد ما دخلت سمعت همسات مش واضحة .. قربت من أوضة حماتي ما أنا متعودة إن الألغاز كلها ف الأوضة دي بس المرة دي مفيش صوت طالع منها . روحت عند اوضتي أنا ووليد .. 
الباب كان مقفول كالعادة . بس كان ف صوت طالع منها . قربت براحة خالص عشان اسمع أكتر والمصېبة إني سمعت نفس صوت المرة اللي فاتت . نفس الذبذبات الغريبة. . وبرضه وليد بيتكلم معاه . ماكنش ينفع أهرب زي المرة اللي فاتت . لازم المرة دي أشوف بعيني كل حاجة .. عشان كدا فتحت الباب عليه فجأة .. بس المفاجأةمفيش ف الأوضة غير وليد بس. وأول لما شافني اټصدم وظهر على ملامحه الذهول وقالي
. ملك . جيتي امتى
قلت له بعصبية
.. هو فين اللي بتتكلم معاه ده . أنا عارفة كل حاجة
صدمتي زادت لما سمعت الصوت المخيف تاني . سمعته بيقول
.. خير يا أستاذ وليد ف حاجة
بصيت حواليا عشان أشوف مصدر الصوت . ومن غبائي ماخدتش بالي من التليفون اللي ف ايده . معقول الصوت ده جاي من التليفون اللي ف ايده ده. مش قادرة أصدق. بس صدقت أكتر لما شفت وليد وهو بيقرب التليفون من بوقه وبيقول
.. معلش يا دكتور هكلم حضرتك بعدين
سمعت الصوت بيرد على وليد بس فعلا كان طالع من التليفون. رد وقال
.. مفيش مشكلة
إيه ده.. أنا مش فاهمة حاجة . وتليفون وليد صوته عمل كدا ليه. أنا عمري ما شفته كدا .. قلت له بعصبية واندفاع
إزاي الصوت ده طالع من تليفونك .. أنا أول مرة أسمعه كدا .. ومين الدكتور اللي بتكلمه ده . أكيد بتكلم دكتور نفسي عشان تدخلوني مصحة أكيد سعاد هي اللي قالت لك تعمل كدا صح
قالي
إيه اللي أنت بتقوليه ده.. مصحة إيه اللي بتتكلمي عنها . ده الدكتور بتاع أمي. . وتليفوني بايظ من فترة . باظ ف نفس اليوم اللي امي تعبت فيه وقع مني والسماعة اتاثرت جامد من الوقعة وبقت تتطلع الصوت بالتشويش ده. عشان كدا صوته بقا بالشكل ده ولازم لما أتكلم اشغل المايك عشان اسمع اللي بيتصل .. وللأسف معنديش وقت اصلحه الأيام دي.
قلت له بضعف
. أنت بتتكلم بجد. يعني أنت يومها كنت بتتكلم ف التليفون .. معقول
قالي بعدم فهم
.. يوم إيه أنا مش فاهم حاجة
قلت له
.. اليوم اللي مامتك دخلت فيه المستشفى
اتنهد بحزن وضيق وقال
.. اليوم ده من أصعب أيام حياتي. ماكنتش قادر أشوف ضعفها . عشان كدا مقدرتش أقعد ف المستشفى . جريت ع البيت ودخلت اوضتها الأوضة اللي ياما شفت خير فيها وفجأة لاقيته بيتصل . أكتر إنسان بكرهه ف الدنيا أبويا. كان بيعرفني إن هو السبب ف دخولها المستشفى كان شمتان في مرضها . عشان كدا اتعصبت عليه ف التليفون . ولو علي كنت قټلته من زمان وخلصت منه بس للآسف هي السبب
قلت له بسرعة
.. هي مين
قالي بۏجع
.. امي. رغم قسوته وجبروته عليها دايما تقولي معلش برضه أبوك. دايما تقولي ساعده بالفلوس . اسأل عليه . دايما تقولي عايزة أدخل بيك الجنة يا وليد . استحمل عشاني . وهو طبعا كان مستغل النقطة دي . ودايما عايز ېخرب لي حياتي . عشان كدا قلت لك إنه مسافر .. عشان مش هو الأب اللي اتشرف بيه قدام حددي وصلت بيه البجاجة أنه عاوزني اكتب الشقة والمحل ب اسمه . عايز ياخد شقا وتعب أمي طول السنين اللي فاتت امي اللي ياما تعبت عشان توفر لي احتياحاتي...هي اللي ربتني وعلمتني وصرفت علي عارفة يا ملك أنت شبه أمي جدا . عشان كدا حبيتك .. هي كمان اتربت مع مرات اب صعبة طول عمرها كانت مظلومة وتعيسة زيك. عشان كدا اخدت عهد على نفسي إني اعوضكم انتوا الاتنين . كان نفسي اسعدكم ع قد ما اقدر . عشان كدا كنت بروح لسعاد وكنت بجيب لها هدايا من عندي ف المحل . كان نفسي اصلح الأمور بينكم كان نفسي اخليها تحبك. ..
قلت له
طب أنت ليه كنت بتروح لمامتك اوضتها ف نص الليل وليه كنت بترجع من الشغل مخصوص عشانها
قالي
أمي تعبانة يا ملك وف حاجات كتير ماتقدرش تعملها لوحدها . زي مثلا الوضوء. وهي متعودة تقيم الليل كل ليلة .. عشان كدا كان لازم اساعدها.. وكنت بسيب المحل وقت صلاة الضهر والعصر واجي البيت عشان برضه اساعدها ع الوضوء. واقرأ لها القرءان لأنها مابتعرفش تقرا. 
قلت له وأنا بعيط
. ليه مقولتليش يا وليد ليه مطلبتش مني أعمل الحاجات دي بدل منك
قالي
. أنت مسألتنيش يا ملك . وبعدين أنا واخد عهد ع نفسي إن أنا اللي هخدم أمي طول حياتي .. استحالة اخليها تحتاج لمخلوق غيري استحالة
يااااااااه يا وليد .. معقول ف حد بالطيبة والبر وده ياريتني كنت قلت له من البداية عن زيارة والده . والده اللي كان سبب كل المصاېب. . لو كنت حكيت ماكنش حصل كل ده . أوقات كتير السكوت بيدمرنا بيقضي على حياتنا وينهيها قبل ما تبدأ 
أنا ووليد رجعنا لبعض . بس المرة دي اتفقنا ع الوضوح والصراحة .. وحماتي رجعت البيت ونورته من تاني بجد بحبها أوي من كل قلبي بس برضه وليد لسا مصمم إن هو بس اللي يخدمها. .
قلت ل بابا كل اللي حصل . بس تصدقوا أنه مش مصدقني للأسف لسا بيدافع عن سعاد بصراحة مبقاش يفرق معايا بس برضه هزوره كل فترة . مهما كان هيفضل أبويا 
وبعد سنة بالظبط ربنا كرمني ب أحلى بنوتة .. فرحتي بيها كانت كبيرة أوي. عارفين ليه ..لأنها نسخة طبق الأصل من أمي الله يرحمها سبحان الله ده أنا بنتها مش شبهها كدا .. وده كان أكبر عوض من ربنا لي . تخيلوا أنه يبعتلي حتة من أمي. ..
طبعا عايزين تعرفوا نهاية الظلم .. أكيد نهايته صعبة اللهم لا شماتة . سعاد مارتحتش غير لما جوزت سارة أختي وهي ف أولى كلية وللأسف اتطلقت بعد شهر بالظبط ورجعت لها تاني .. ومن ساعتها وسعاد نفسيتها تعبانة
والد وليد بقا ربنا يعفي عنه . تعبان أوي وتقريبا دي آخر
أيامه. اعترف ل وليد بكل حاجة . قاله إن هو اللي وصل لسعاد عشان يدمروا حياتنا وسبحان الله
عارفين مين اللي بيخدمه ف مرضه دلوقتي .. وليد . بيخدمه عشان يدخل امه الجنة . مش هي اللي ربتوا التربية الصالحة دي ..
مهما تعبت ف حياتك الڤرج جاي أكيد. . مهما طال الوقت أو قصر.. أوعى تيأس من رحمة ربنا أبدا ده رحمته وسعت كل شئ.. استبشروا خير واستنوا نهاية قصتكم . وأنا متأكدة أنها هتكون نهاية سعيدة زي قصتي بالظبط 
يارب القصة تكون عجبتكم

 

انت في الصفحة 6 من 6 صفحات