حكاية حدث في ليلة ممطرة
..
قرب الاسكافي الرجل الغريب من المدفأة ووضع فوقه الأغطية الثقيلة ثم قدم له شرابا ساخنا حتى بدء الرجل يستعيد عافيته ولونه الطبيعي فشكر العجوز وقال له
لو لم تفتح لي الباب لانتهى أمري خلال ثوان .
لاحظ الاسكافي ان الرجل كان يتمسك بصرة بين يديه ويرفض التخلي عنها .. فقال له
لكن ما الذي دفعك للخروج في هذا الجو
أظن أنه قد حان وقت المصارحة ... أنا يا سيدي الاسكافي لست سوى لص ... !!! نعم .. مجرد لص وضيع .. وقد كنت انتظر هذه الليلة لأضرب ضړبتي ..
فقد علمت ان جارك التاجر الشاب سيترك منزله ويبيت هو وزوجته عند عائلته خلال هذه الليالي .. وبذلك سيكون بيته خاليا طوال موسم العواصف ..
وكنت أنوي المكوث في ذلك المنزل الى نهاية موسم العواصف ..
لكني أثناء بحثي عن الصندوق أسقطت عن طريق الخطأ فانوسا كنت أحمله فاحترق جزء من البيت وامتلئ المكان بالدخان فاضطررت الى الخروج قبل ان أموت اختناقا واللجوء الى أقرب الجيران وهو أنت أيها الاسكافي ..
بل جزء من الخطة .. لكن الحريق المفاجئ اضطرني الى تعجيلها ..
كنت أعلم انك ستفتح لي الباب لأنك طيب القلب .. وأيضا لأنك تملك مفتاح هذا الصندوق الحديدي بين يديك !!!
ذهل الاسكافي وقال
أنا ...!!!! انا لا أحمل سوى هذا الحذاء المعطوب .
أنه حذاء التاجر .. وأنا الذي قطعت أحد أساوره متعمدا قبل يوم من موسم العواصف لأرغم التاجر على أرساله اليك لإصلاحه من أجل هذا ...
هنا يخبئ التاجر مفتاح كنزه الثمين .
ثم فتح الصندوق بالمفتاح فشع المكان بأنوار أحجار كريمة رائعة الجمال فسر اللص بها وأخذ يضحك .. ثم قال للاسكافي
بقي يومان لنهاية موسم العواصف وانا أنوي البقاء هنا حتى ذلك الوقت .. ويؤسفني انك يجب ان ترحل ... الآن أيها العجوز .
أخبرتك إن هذا كان جزء من الخطة .
كيف يهون عليك أن تترك عجوزا ضعيفا مثلي لېموت من البرد
إنه إما أنت وإما أنا ... وأنا اخترت نفسي لأعيش .. فاخرج الآن وإلا ركلتك الى الخارج .
هنا قال الاسكافي بنبرة هادئة
أرني كيف ستفعل ذلك
فوجئ اللص بهذه النبرة الاستفزازية فاستشاط ڠضبا وحاول النهوض .. وما إن وقف على قدميه حتى