قصه الأربع زوجات
دخل ومع زوجته أمام عيني أنا والأولاد، يتحاشى النظر إلي لكني أرمقه بنظري حتى لكادت نظراتي أن تخترقه اختراقا، إن قلبي يحترق احتراقا يكفي لأن ينهي العالم كله، آه يا عمر! لماذا؟
لماذا تفعل ذلك بي، أريد أن أقتله وأقطعه إربا، أريد أن ألقي بنفسي بين ذراعيه وأبكي، أريده أن يموت.. كلا.. لا استطيع أن أحيا بدونه...الغبي.. ماذا فعل بي؟
توقفا ثم قام يعرفنا ببعضنا وبدأ بها!
= أود أن أعرفكما ببعض.. هذه سارة زوجتي، زوجتي الثانية! وأريد أن أعرفك يا سارة ب (أم الأولاد) منى!
أهكذا إذن يا عمر؟ هي زوجتك وأنا أم الأولاد.. أم الأولاد فقط؟
ألست أنا أفنيت عمري تحت قدميك؟.. حبا وليس إجبارا؟
ألست من ابتعدت عن القريب والغريب لأجلك؟.. لأجل عينيك؟
يا عمر.. أين أنت من أيامنا الحلوة.. أين أنت من حبنا وزواجنا.. وأين أنت من الأولاد.. الأولاد الذين أنا أمهم!
فيمَ قصرت تجاهك لألقى ذلك المصير؟ تظن أن الأمر صعبا أليس كذلك؟ كلا بل إنه قاتل.. لو أنني فقط لا أحبك.. لو أنك فقط لست أب أولادي.. أنت أول رجل عرفته ولم أعرف سواه.. سأجن لكثرة التفكير.. والله لو علم أهلي بفعلتك لطلقوني منك في يومها.. لكن لا، الطلاق سيريحها مني وينصرها علي، ولن أسمع لذلك أن يحدث!
منزلنا مكون من خمسة غرف، غرفة ل علي وأحمد، وغرفة ل روان، وغرفة لي أنا وعمر، وغرفة لاستقبال الضيوف وأخرى فارغة إلا من بعض الأشياء القديمة.. وقد قام مؤخرا بترتيب هذه الغرفة وقد أصبح كاملة لا ينقصها شيء، أنا غبية فعلا.. كان علي أن أفهم أنها غرفة لاستقبال احد ما.. لو أنني أعرف أنها لاستقبال عروس الهنا لأحرقتها!
دخلا إلى الغرفة وأنا إلى غرفتي ولم أبد أي تأثر، إلى أنني خلوت بنفسي فبكيت.. وقفت أمام المرآة اتفحص وجهي.. إمراة في الثامنة والثلاثين تقف لتسأل نفسها سؤالا كما لو أنها مراهقة.. أقبيحة أنا؟
أعلم أنه ليس كذلك.. لست قبيحة والجميع يشهد، إنه ليس القبح.. ربما هو الغباء!.. أي غباء؟ هل كان الإخلاص والحب تهما يجب أن أتنصل منها؟ هل على الزوجة اليوم أن تتحول ل حرباء تتلون كل يوم حتى يقنع بها رجلها ويرضى؟ أعلي أن أكون لئيمة ومتلصصة حتى أعرف ماذا يفعل وفيمَ يفكر؟ أنا لم أرتكب جرما.. أنا أحببت زوجي وأخلصت له، لن أفقد ثقتي في نفسي أبدا وسأمضي فيمَ عزمت عليه الأمر.. ولتعلم يا عمر أي الفريقين أحق بالأمن.. أنها أنا.. وانت من الآن فصاعدا ستخاف.. ستخاف كثيرا
أتى عمر إلي ليخبرني أنه ذاهب لعمله.. كما أنه أكد علي أنه لا يريد مشاكل ومن ناحيتها فهي فتاة ودودة لا تحب المشاكل.. صمت ثم ابتسمت وقلت له لا تقلق يا عمر.. انها اختي( كأخوة قابيل وهابيل)
خرج عمر لأبدأ أنا، قم بفصل التيار الكهربي عن المنزل كله!
ثم تسربت إلى باب غرفتها، مددت يدي إلى مقبضه وهممت بفتحه لكني سمعت صوتا بالداخل.. كانت تبكي بكاءا شديدا!.. تراجعت، ربما كانت خائفة أو بها خطب ما.. أسرعت وقمت بإعادة تشغيل الكهرباء وعدت إلى غرفتي!
عاد عمر من عمله وكنت معتاد على ان انتظره كل يوم ولا يمكن أن أنام قبل أن يأتي.. ولكن الحقيقة هو أنني نمت هذه المرة... نمت فعلا ولم أعلم متى عاد إلى أن اوقظني...
= منى!! انتي كويسة ؟
ايوة كويسة في إيه؟؟
= مفيش حاجة.. مش متعود ارجع اللاقيكي نايمة!
تمام.. هتلاقي الاكل عندك في التلاجة
= مش هتاكلي معايا؟؟
سبقتك
اغمضت عيني وكنت أشعر به لازال في الغرفة يرمقني بعينه.. لا يصدق أنني أكلت من دونه.. ما أوقح الرجال!! يحب ويغرم ويتزوج ولكنه لا يصدق أنني نمت قبل أن يعود.. لا يا عمر.. من الآن فصاعدا ستتغير كل الأمور.
في صباح اليوم التالي ذهب إلى بعض الأماكن.. أولهم كانت الجامعة حيث تقدمت بأوراقي للالتحاق بالدراسات العليا وكنت قد بدأت بالفعل فيها منذ فترة ولكني خفت أن يغضب ذلك عمر فآثرت التوقف!! ياللحماقة!
ثم ذهبت لعمل سيرة ذاتية CV وقمت بتقديمه في أكثر من ٢٠ شركة، ٢٠ شركة اليوم ولكني سأكمل غدا.. اشتريت لاب توب حتى اتمكن من التقديم الإلكتروني على عمل، وفي نهاية اليوم ذهبت إلى الكوافير وخرجت منه إمرأة جديدة!
ذكرت من قبل أنني جميلة لكن جمالي هذا كان يحتاج إلى وقتا واهتماما وكنت ادخر كل وقتي واهتمامي لأجله.. لأجله فقط