رواية إعادة تأهيل معقدة للكاتبة زهرة عصام
❈-❈-❈
البنات طلعوا الشقة و كل واحده منهم دخلت أوضة ، تمارة أول ما دخلت أوضيتها رمت نفسها على السرير و بقت ټعيط بشھقات عالية و تقول:-
يا رب أنا مش معترضة على حكمتك بس هونها علينا ، أنا و إخواتي عشنا أيام زي الزفت و كنا مستحملين عشان خاطر فتحية ، كانت مصبرنا على كل حاجه لكن دلوقتي بقينا لوحدنا ، إسترها علينا يا كريم
قامت لبست إسود في إسود و خرجت لقت جوري و لينا لابسين و نازلين عياط
بصت ليهم بعياط و قالت:-
عيطوا براحتكم هنا عشان بره الباب دا و شاورت على باب الاوضة مش هسمح لواحدة فيكم إنها تنزل دمعة قدام اللي بره دول ، إحنا مش ضُعاف بالعكس إحنا جامدين جداً ، كفاية إننا واصلنا لحد دلوقتي
لينا :- بس انا عاوزه أشوف ماما يا تمارة
تمارة نفخت پضېق و قالت:-
بصي يا لينا ماما دلوقتي عند الأحسن مني و منك فندعي ليها أحسن عشان متتعذبش ماشي
لينا هزت رأسها بايجاب و قالت:-
ماشي و بدأت ټعيط من تاني
جوري كانت دموعها نازلة بصمت و مش مبينه رد فعل
تمارة مسحت دموعها و قالت:-
يلا بينا ننزل هنروح نودع ماما و مش عاوزة أي غباوة فاهميين
جوري هزت رأسها و لينا قالت:-
مش قادرة يا تمارة مش قادرة مش متخيلة إن هيجي اليوم اللي مش هنشوف فيه ماما تاني
تمارة حضنتها و قالت:-
إستحملي عشان خاطر فتحية ، إستحملي يا قلبي و بايت على راسها
نزلوا ركبوا العربية من غير صوت و كمال إتحرك بيهم و هو بيقول:-
بقا أنا البرنس يتعمل فيا كدا ، خدام الهوانم والله لايقة على الموقف يا واد يا كيمو
❈-❈-❈
نوح كان واقف مع ظابط شرطة و حكي لية اللي حصل ، الظابط بص عليه و قال:-
إنت متأكد ، طب في كاميرات مراقبه في المكان ؟
نوح هز رأسه بايجاب و قال:-
أيوة فيه أنا حاطط كاميرات في المكان دا مخصوص سرية
الظابط:- طب إتفضل معانا لو سمحت عشان نفرغها
نوح :-
أيوة بس لازم أستني لأن بنات المچني عليها جايين و هندفنها
الظابط:-
حلو عشان ناخد أقوالهم بالمرة
نوح برق و قال:-
هو حضرتك مقدر الموقف ، دول بنات و سنهم صغير ، و تقولي تاخد أقوالهم طب فكر إنهم لسه فاقدين أمهم
الظابط هز رأسه بتفهم و قال:-
أنا فاهم كُل دا لكن دا شغلي و مش هقدر أفيد بحاجة غير إني أفرغ الكاميرات لحد ما إنتوا تخلصوا الدفڼة
نوح هز رأسه بايجاب و قال:-
و أنا بنفسي هجيبهم ليك المكتب
الظابط هز رأسه بايجاب و مشي و نوح خبط على الحيط بإيده و قال:-
يعني أول ما أخدهم أخدهم على القسم دا إحنا شكلنا داخلين على أيام فُله ، ربنا يُسترها من لسان تمارة و مطبقش في زمارة رقبتها
البنات جم و وقفوا من غير كلام لحد ما واحد جه و قال:-
الچثمان جاهز يا فڼدم تقدروا تاخدوه
جوري شھقت بفـژع من كلمة چثمان و تمارة مسكت إديها و لينا حضنت تمارة بدموع
نوح و كمال شالوا فتحية لحد العربية و إتجهوا للمقاپر
لمحة من الفصل القادم
إنتي دولت ؟
دولت :- أيوة يا بيه
– هاتوها
دولت :- والله ما عملت حاجه ، طب إستنوا أغير هدومي بس
يتبع…
لبنات قاعدين في العربية من ورا و كل واحدة فيهم في عالم و لكنهم إتفققوا على شعور واحد و هو الألم
نوح مراقبهم من قدام و وراهم عربية حراسة و الإسعاف