الاحتياج المر
انت في الصفحة 2 من صفحتين
من حال إبن عمه ولما وصل قال لزوجته لاتكلميني عنه بتاتا حتى لو هلكنا من الجوع لن أذهب إليه وبعد مضي العام سائت حال صاحبنا واشارت عليه زوجته بالذهاب لإبن عمه وأن لايسكت بل يطلب منه مايريد وشجعته على ذلك فاستعد للسفر وسافر وعندما وصل استقبله ابن عمه ورحب به ودخل الى حضيرة الغنم وسحب الخروف الكبير الجزل وذبحه تكريما لابن عمه
وبعد العشاء وبعد أن غادر الناس جلس هو وابن عمه فقال له ابن عمه
ياإبن العم سنتين تاتيني وتغادر دون أن تتكلم رغم أني أرى في عيونك كلام كثير ولكنك لاتفاتحني به
رد عليه وقال نعم لدي كلام كثير وجئت بالمرة الاولى ووجدتك تجبر الصخل وعزت علي نفسي أن أطلب منك حاجة وأنت على هذا الحال
فقال إبن العم وجئتك في المرة الثانية وانت ټضرب إبنتك من أجل إبرة فكيف أطلب منك وأنت لم تهن عليك إبرة فضحك أيضا ضحكا شديدا وقال لم اضړبها من أجل الإبرة ولكني اعلمها درسا لتحافظ على الأشياء الصغيرة قبل الكبيرة هذه سوف تتزوج وتذهب إلى بيت زوجها واذا اضاعت الإبرة فمن السهل أن تضيع ما هو أكبر و أثمن من ذلك لذلك عاقبتها حتى تحرص على الأشياء مستقبلا وإلا أنا لو ارادت بدل الواحدة مئة احضرتها لها
وأنا لولا الحرص لما استطعت ان اجمع كل هذة الأموال والحلال فالتبذير يذهب كل شيئ
سكت الضيف وعرف أن إبن عمه ليس بخيلا بل مربي ناجح
في الصباح عندما أراد السفر قام إبن عمه فعزل له قطيعا من الغنم وقطيعا من الإبل أعطاه ألف درهما
وقال له اقض دينك واستر حالك واذا احتجت شيئا عد لي ولاتتردد
ففرح فرحا شديدا بهذه الغنيمة الكبيرة وعاد الى أهله مسرورا وقضى دينه وتحسنت أحواله
وتعلم درسا في الاقتصاد والحفاظ على الأموال
وعدم التبذير.